شرح مقدمة التفسير لابن تيمية
الكلام عن قبول خبر الواحد
فالصحيح أنه يفيد العلم اليقيني، ورجح ذلك أيضا ابن حجر اسم> في شرحه للنخبة، وكتبنا فيه أيضا كتابنا المطبوع أخبار الآحاد، ونقلنا فيه الأقوال الصحيحة التي تدل على أنه يوجب العلم.
وهذا هو الذي ذكره المصنفون في أصول الفقه، يعني: المحققون ومن أقدمهم ابن الصلاح اسم> ؛ فإنه جزم بأنه يفيد العلم، ومع الأسف خالفه كثير مثل النووي اسم> عفا الله عنه رجح أنه يفيد الظن في كتابه التقريب وتبعه على ذلك شارح السيوطي اسم> تقريب النووي اسم> شرحه السيوطي اسم> وسماه تدريب الراوي في شرح تقريب النواوي اسم> توسع في أصول الحديث، ومن الذين أيضا جعلوه لا يفيد العلم الصنعاني اسم> في التوضيح؛ فإنه أيضا خطأ من قبله، ولكل جواد كبوة.
يقول: هذا الذي ذكره المصنفون في أصول الفقه من أصحاب أبي حنيفة اسم> ومالك اسم> والشافعي اسم> وأحمد اسم> يعني: المنصفين الذين قالوا بالحق؛ لأنهم اتفقوا على العمل به، لما رأوا الصحابة والتابعين يعملون به، فقالوا: نعمل به، فقلنا: لهم كيف تعملون به وهو ظني؟ الظن أكذب الحديث، فقالوا: يوجب العمل ولا يوجب العلم، فقلنا: هذا تناقض؛ لأن الظن لا يوجب العلم ولا يوجب العمل؛ لأن الله عاب المشركين بقوله: رسم> إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا قرآن> رسم> .
إلا فرقة قليلة من المتأخرين اتبعوا في ذلك طائفة من أهل الكلام أنكروا ذلك؛ أنكروا أنه يفيد العلم ولكن كثيرا من أهل الكلام أو أكثرهم يوافقون الفقهاء يعني على أنه يفيد العلم ولا يفيد الظن.
أهل الحديث والسلف على ذلك على أنه يفيد العلم، وهذا قول أكثر الأشاعرة أنه يفيد العلم كأبي إسحاق اسم> وابن فورك اسم> وابن الباقلاني اسم> هؤلاء من المتكلمين من الأشاعرة، وأشهرهم ابن الباقلاني اسم> الذي يقال له: أبو بكر اسم> فهو الذي أنكر ذلك، يعني أنكر إفادته للعلم، وتبعه على ذلك كثير من المتأخرين تبعه أبو المعالي اسم> صاحب الإرشاد وغيره ابن الجويني اسم> وهو إمام الحرمين وأبو حامد اسم> مع شهرته أبو حامد الغزالي اسم> صاحب المصفى وصاحب الإحياء، وابن عقيل اسم> مع أنه حنبلي أبو الوفاء بن عقيل اسم> تلميذ أبي يعلى اسم> وابن الجوزي اسم> مع أنه أيضا حنبلي وله مؤلفات كثيرة، ولكن لكل جواد كبوة، وابن الخطيب اسم> وهو صاحب التفسير الكبير يعرف بابن الخطيب اسم> وهو باسم الرازي اسم> أشهر، صاحب التفسير الكبير، والآمدي اسم> صاحب الإحكام في أصول الأحكام في أصول الفقه، ونحو هؤلاء.
والأول أنه يفيد العلم، والذي ذكره الشيخ أبو حامد اسم> يراد بأبي حامد اسم> هذا غير أبي حامد الغزالي اسم> هذا أبو حامد الإسفراييني اسم> وأبو الطيب بن الطبري اسم> وأبو إسحاق بن الباقلاني اسم> وأبو إسحاق اسم> وأمثاله من أئمة الشافعية وهو الذي ذكره القاضي عبد الوهاب اسم> وأمثاله من المالكية، يعني أنه يفيد العلم، وذكره أبو يعلى اسم> هو إمام الحنابلة، ابن الفراء اسم> وأبو الخطاب اسم> وهو تلميذ أبي يعلى اسم> وهو الكلوذاني اسم> وأبو إسحاق أبو الحسن بن الزاغوني اسم> وأمثالهم من الحنابلة وهو الذي ذكره شمس الدين السَّرَخْسي اسم> وأمثالهم من الحنفية، السَّرَخْسي اسم> هو صاحب الكتاب المشهور المبسوط في علم الحنفية في فقه الأحناف.
وإذا كان الإجماع على تصديق الخبر موجبا للقطع به فلا اعتبار في ذلك لإجماع أهل الحديث، الاعتبار في ذلك لإجماع أهل العلم بالحديث، إذا أجمع أهل العلم بالحديث فإن ذلك دليل على ثبوته، كما أن الاعتبار في الإجماع على الأحكام بإجماع أهل العلم في الأمر والنهي والإباحة، يعني كالفقهاء الأربعة كأبي حنيفة اسم> ومالك اسم> والشافعي اسم> وأحمد اسم> فإجماع أهل الحديث على الحكم بالصحة، كأهل الصحيحين وأهل السنن ونحوهم يقطع بصحة الحديث، وإجماع الفقهاء الأربعة على الحكم يقطع بصحة الحكم.
مسألة>